مولده وصفاته
ولد فى ثانى عشر ربيع الأول سنة 1251ه / 1831م
، كان أسمر نحيف البدن مربوع القامة حسن المنظر ، تجاوز عمره الستين ولم تبيض من
لحيته شعرة واحدة ، كان وافر النعمة محترماً بين أبناء بلده ، وكان يحب الدنيا
وأهلها والتقدم فى المجالس،محترماً
لدى الخاص والعام مقرباً لدى ولاتها ووزرائها .
أساتذته
تتلمذ على أعلام زمانه فكان أول من قرأ عليه :
الملا عبد الفتاح الشواف وكان له معرفة ببعض العلوم العربية وفطنة وذكاء ، ثم قرأ
على أخيه عبد السلام مدرس المدرسة القادرية ، ثم قرأ على محمد أمين الشهير بالواعظ
، وكان له وقوف على العربية وشئ من فقة الحنفية ، ثم قرأ أياماً على الشيخ داود بن
جرجيس العانى النقشبندى مدرس مدرسة محمد الطبقجلى ، ثم قرأ على الشيخ عبد الله
الفيضى الموصلي مدرس مدرسة الصاغة ، ثم قرأ شيئا من مبادئ فقة الحنفية على السيد
محمد سعيد الطبقجلى ، واستجز محدث وقته أحمد مسلم الكزبري ابن محدث القطر الشامى
عبد الرحمن الكزبري بالحديث وسائر العلوم ، فأجازه بما تجوز روايته وتصح له درايته
، واستجز أيضا الفاضل النودهى البرزنجي بدلائل الخيرات خاصة والأذكار النووية ،
فأجازه .
حياته العملية
تقلد وظائف مهمة فى الدولة أظهر فى جمعيها مآثر
حميدة وأفعال مجيدة ومنها ، منصب
مدير معارف بغداد، وقد
تزين صدره بوسامين وسام العثمانى ، والوسام المجيدى لقاء خدماته الجليلة.
وفاته
توفى فجاءة ليلة الأثنين 26 رجب سنة 1318ه / 1900م ،
ايام الوالى نامق باشا الصغير وقد عز فقده على جميع أهل بغداد الخاص والعام لما له
من المنزلة العالية بينهم وقد شيع جثمانه بالحسرات والدموع ودفن فى جامع آل جميل
فى محلة فنبر على ببغداد .
قالوا عنه
قال عنه عبد الكريم العلاف :
- كان شهماً هماماً وبطلاً مقداماً وعالماً فاضلاً وأديباً كاملاً وزث الشرف
العظيم من أسلافه الأمجاد عطوفاً على الفقراء أليفاً للشعراء لا ينفك عنهم ليلاً
ونهار .
وقال فيه السيد عبد الغفار
الأخرس قصيدة: -
إن الجميل وأهله ومحله وأبو
الجميل ابن الجميل ( محمد ُ )
حدث ولا حرج عليك
فإنما خير
الكلام إلى علاه يسندُ
وأعد حديثك واشف فى
ترداده قلباً يلذ إليه حين يرددُ
رثاه أسعد أفندي الطبقجلي
بأبيات أرسلها برقيا من الحلة:-
لفقد محمد قد حل خطب به بغداد طاطات الرؤسا
وأن الصبر فى عيسى جميل فتى يجلو بطالعه النحوسا
بموت أبيه مات المجد لكن بأذن الله قد أحياه عيسى
رثاه العلامة السيد محمد
القزويني من الحلة: -
لأبي عيسى بكت عين
المعالي فهوى فى فقده بدر الكمال
فلعيسى أسوة بالمصطفى يتسلى وبمحمود الخصال
تعليقات
إرسال تعليق