المقال الثالث : - المفكر الثائر عبد الرحمن الكواكبى


المفكر الثائر  الكبير عبد الرحمن الكواكبى


الدولة العثمانية ، ايطاليا ، مقالات ، مكتب ، للمحاماه ، قصة ، الشيخ ، محاولة ، عزل ، مصدر ، المصرف ، الغرفة التجارية

المقال الثالث : - المفكر الثائر عبد الرحمن الكواكبى
الدولة العثمانية ، ايطاليا ، مقالات ، مكتب ، للمحاماه ، قصة ، الشيخ ، محاولة ، عزل ، مصدر ، المصرف ، الغرفة التجارية


تمهيد : - 

بعد أن تعرفنا على نشأ عبد الرحمن الكوكبى وتعليميه وثقافته وحياته الإجتماعية  ، والوظائف التى تتدرج فيها ، سوف نتحدث فى هذا المقال عن مواطن الخلاف بين  عبد الرحمن الكواكبى  والدولة العثمانية .

مواطن الخلاف بين الكواكبى والدولة العثمانية : -

كانت مواطن الخلاف بين عبد الرحمن الكواكبى وولاة الدولة العثمانية كثيرة ومتعددة ومنها ما يلى : -

( 1 ) مجلة الشهباء ومجلة الاعتدال :-

حيث أصدار عبد الرحمن الكواكبى مجلة الشهباء باللغة العربية ولكنها لم تلبث إلا أيام قلائل حتى أمر بإبطالها والى حلب كامل باشا المعروف بكراهية للصحف  ، وثم أصدار جريدة أخرى باسم الإعتدال بالعربية والتركية ، ولكن لم تلبث الصحيفة غير قليل حتى أمر جميل باشا  والى حلب بتعطليها 

( 2 ) مقالات الطعن والتنديد : -

لما عين عبد الرحمن الكواكبى فى كتاب  العدل ووقف له جميل باشا بالمرصاد يضغط عليه ويرقب حركاته وسكناته خاصة بعد ما  بلغ جميل باشا أن  جميع ما تسطره صحف الآستانة وبيروت فى حقه من مقالات الطعن والتنديد مستمداً من قلم اعبد الرحمن الكواكبى ، فلم يتحمل الكواكبى هذا الضغط وأبت نفسه أن يصلح شانه مع الوالى ولو بالسكوت عن فضائحه فاستقال من هذه الوظيفة  .

مكتب الكواكبى للمحاماه: -

اتخذ الكواكبى مكتباً فى حى الفرافرة قريباً من بيته وسراى الحكومة عند المدرسة العصرونية  سماه المركز  للمحاماه ، يأوي إليه وكلاء الدعاوي فكان يقصده أصحاب الحاجات والقضايا يستشيرونه في حل عقد المشكلات، ويستضيئون برأيه في دياجير المهمات، وكان في الغالب يفصل بينهم بالتراضي ويغنيهم عن المحاكمة والتقاضي فإن احتيج في قضية إلى الحكومة يندب له من يراه أهلاً لها من الوكلاء المحامين، وإن كانت عظيمة الشأن يندب نفسه ويحاكم المبطل حتى يعود  الحق لصاحبه ، وقد كان قُصَّادُ ذلك المركز يكادون يزيدون على قصاد دار الحكومة، وكانت الحكومة نفسها تستشيره في الشئون الغامضة وتعتمد على رأيه   ، فأزعج هذا المكتب الوالى لأنه أصبح ندوة يأوى إليها الأعداء والمتظلمون فيدلهم الكواكبى على الطرق التى يتوصلون بها إلى قهر الوالى والتخلص من ظلمه ويشجعهم على رفع ظلامتهم ، ويتولى لهم بنفسه تحرير الكتب والشكاوى المرسلة ، فاتسع الخرق ووقع الوالى فى شر أعماله وجاءه من هذا المكتب ما لم يكن بحسبانه  .

برقيات شكاوى الكواكبى  : - 

اشتد طغيان والى حلب جميل باشا على الكواكبى عقب تعطيل جريدتيه ، فشكا الكواكبى فى برقياته الظلم الذى أحاق به على يد والى حلب جميل باشا فى 19 تموز 1886م / 17 شوال 1303ه حين صادر الوالى بيته وأعطاه إلى عميل من خصومه ، ووصف الوالى بأنه طاغية حلب ، وعقبها ببرقية أخرى يشكو فيها طغيان ذلك الوالى وإقدامه على طرد حراس مزرعته وإتلاف مزروعاتها ونهب محتوياتها التى كان يعتاش منها وأفراد أسرته ، وفى برقية أخرى قال : إن الإذلال قد جرى بحق من يعتبره الحلبيون من علمائها وخطبائها الدينيين ، ويقصد إذلاله من قبل والى حلب حينما أمر بسوقه فى الطريق إلى دار الحكومة مكبلاً بالأصفاد مرات عدة على مشهد من أهل حلب  .

جميل باشا والمستر هندرسون : -

وقع نزاع عنيف على مسائل سياسية بين جميل باشا وبين المستر هندرسون قنصل إنكلترا فى حلب ، وراح كل منهما يستعدى مرجعه على خصمه فتم الاتفاق بين  الباب العالى وسفارة انكلترا فى أن تنتدب السفارة أحد رجالها فى السفر إلى حلب للتحقيق فى الموضوع ، فحضر المندوب وباشر بحوثه سراً واستعان على استجلاء الحقيقة بالكواكبى ، وأخذ يجتمع به خفية ويطلعه على الموضوع فى حقيقته حتى عاد المندوب باقتراح لعزل القنصل عن حلب ، وهنا كان الكواكبى نبيلاً صادقاً فى عداوته حين وقف إلى جانب الوالى ونصره على القنصل على الرغم من البغض الذى يكنه للوالى ، ولكن الجواسيس وعيون الوالى كانوا  يبلغونه خلاف الواقع ويوغرون صدره على الكواكبى ، حتى اشتد حنقه عليه وفكر فى تدبير وسيلة لإهلاكه ، فلما أحس  بأن الكواكبى يقصد السفر إلى أنطاكية ومنها إلى إسطنبول فمنعه من السفر ، وأمر باحضاره ليمثل بين يديه وقال له : أما اكتفيت أنت وصاحبك بما زورتماه عليّ  عند المندوب ، والآن تريدا أن تذهب  إلى إسطنبول وتكمل تزويركما عند سفارة الإنجليز ؟ وحلف بالله إذا خرج من حلب ليعود إليها مكسور الرجل ، ثم قال له : أخرج من أمامي قبل أن أوجعك ،  ووضع الجواسيس على مكتبه يرقبون الداخل إليه والخارج منه ، ويتعقبونه إذا خرج ، ولا يكادون ينفكون عنه أينما حل وحيثما سار   .

قصة الشيخ  عباس : -

قدم الشيخ عباس النجفى القرشي مصحح مطبعة الجوائب إلى حلب فنزل مريضاً فى أحد الفنادق فعاده وتردد على رعايته كل من السادة عبد الرحمن الكواكبى ، وجرجى كورنلى ، وميخائيل الصقال ، والحاج خورشيد ، واستمروا على رعايته حتى توفى الشيخ ، فإذا ببعض أو أحد المأجورين يرتب وشاية للوالى يزعم فيها  أن المذكورين قد استولوا على ثروة الشيخ عباس ، فأحالهم الوالى إلى المحكمة الإبتدائية ، ولكن المحاكمة انتهت بإعلان براءتهم وكذب المؤامرة عليهم  .

قضية ورثة مصطفى كتخدا : - 

كان الوالى جميل يضايق آل كتخدا ويعرقل أعمالهم ويسلط عليهم مزارعيهم فى ضياعهم ، سبب ذلك مطالبة الوالى جميل باشا من ورثة مصطفى كتخدا رشوة قدرها خمسة آلاف ليرة عثمانية ذهباً فامتنعوا عن دفعها  ، فحرض الوالى الفلاحين المستأجرين لأرضهم عليهم ، وحبس أحد عظمائهم ، فلجأ الورثة إلى الكواكبى يسألونه الرأى فوقف معهم الكواكبى وأخذ  يسطر لهم شكاياتهم إلى الباب العالى حتى ورد الأمر باطلاق سراح من كان الوالى قد اعتقله منهم ، وقويت شوكة المتظلمين بعد هذه الحادثة فكثر عددهم وقصدوا الكواكبى الذى أصبح بالنسبة لهم ملجاً وملاذا ، وكثرت شكاوى الشاكين من الوالى والكواكبى يسطر لهم الشكاوى بأسلوب بارع مثير حتى اضطر السلطان عبد الحميد برغم حبه للوالى أن يرسل مندوبا من طرفه للتحقيق فى تلك الشكاوى بغية استرضاء أهل حلب وكسب مودتهم للسلطنة العثمانية  ، فوصل فى 23 ذى الحجة 1303ه / 1885م إلى حلب وهو صاحب بك رئيس دائرة المحاكمات فى شورى الدولة وقد أصبح بعد ذلك شيخ الإسلام ، ومعه لجنة من المحققين فأقاموا فى حلب شهرين ينظرون فى الشكاوى وكلها محررة بقلم الكواكبى ، ولكنهم لم يظهر لأعمالهم أثر ما  .

محاولة  اغتيال جميل باشا  :-

كان المحامى زيرزن مشهورا بالصدق والأمانة والمهارة ، وكان  يتدرب على المحاماة فى مكتب الكواكبى ويدافع عن بنى ملته الأرمن ،  فلما أدرك الوالى جميل باشا نشاط المحامى وأفعاله أمر بإعادته إلى بلده مرعش ، فتابع العمل فى المحاماة هناك ، وكان يأتى إلى حلب لمقابلة الكواكبى  ، ومنعه جميل باشا من مزاولة مهنته فى مرعش فسافرإلى انطاكية فمنع أيضا من العمل فلما رأى هذا الرجل أن الأرض قد ضاقت عليه بما رحبت ولم يبق له وجه يسترزق به خولط فى عقله وزينت له أن يعترض الوالى ويهدده بالقتل لعله ينفك عنه ، ففى يوم الثلاثاء سادس عشر صفر سنة 1304ه /  11 نوفمبر  1886 م بينما كان الوالى متوجها من دار الحكومة إلى منزله فى جنينة البلدية قرب العبارة وثب عليه زيرزن وخاطبه بقوله : قف كيف تتخلص منى ، ثم اطلق عليه الرصاص من مسدس كان بيده فأخطاه فاطلقه ثانية وثالثة فأخطاه أيضاه ،  فقبض عليه جنود الوالى وأرسلوه إلى السجن ، وحكم عليه بالحبس مدة خمسة عشر عاما ، وأرادها الوالى فرصة يتخلص فيها من أعدائه وفى مقدمتهم الكواكبى فأمر بالقبض على جماعة من الوجهاء ومنهم الكواكبى بزعم أنهم أغروا زيرون المحامى  وحملوا على ما فعل ، وأمر الوالى بالتضييق عليهم وأن يوضع كل واحد منهم فى حجرة على حدته وأن لا يدخل إليه أحد من ظاهر السجن ولا من داخله ولا من رفقائه ولا يُمكن من أداة كتابة ولا من أخذ خبر من ظاهر الحبس لا كتابة ولا شفاها ، فكان خدمة الحبس يشقون رغيف الخبز المبعوث إلى المحبوسين خوفاً من أن يكون فيه ورقة ويفتشون جميع ما يدخل إليهم من الطعام واللبس ، وكان صاحب بك رئيس دائرة المحاكمات والمبعوث السلطانى لحلب موجود فى حلب فلما اطلع على هذه الأحوال عرف بها اسطنبول وأظهر على أنه عازم للسفر من حلب ، فلما سمع الوالى بخبر سفره ، اغتنم الفرصة وأمر بأحضار المحبوسين وأراد أن ينفيهم ، ففهم صاحب بك نيته وأظهر أنه عدل عن السفر فتوقف الوالى عن النفى ، مع استمرار حبسهم والتضييق عليهم ، وفى يوم 7 من ربيع الأول 1304ه أرسل صاحب بك برقية إلى اسطنبول يقول فيها أننى لا استطيع البقاء فى بلدة لا يعرف فيها النظام ولا القانون ، وكذلك فى نفس اليوم أرسل قائد الجندية النظامية برقية يقول فيها أننى غير مسئول إذا حدث فى حلب ما يخل بالسلام لأننى لم يبق لى نفوذ على القوة العسكرية ،  فلما اطلع السلطان  على هاتين الرسالتين رأى أن الأمر قد أخذ فى التفاقم ، فأمر بعزل جميل باشا وتعينه واليا على ولاية الحجاز ، وتعين عثمان باشا والى الحجاز واليا على حلب ، وأن يستلم شاكر باشا زمام العسكرية ، فنزل هو وصاحب بك إلى دار السجن وخليا سبيل المحبوسين وتلطفا بهم خصوصاً بالكواكبى  .

عبد الرحمن الكواكبى وعثمان باشا والى حلب : -

 فى اليوم التاسع عشر من شهر ربيع الأول سنة 1304ه تولى عثمان باشا ولاية حلب  ،  فلما استقر الوالى فى حلب برهة من الزمن أطلعه بعض المقربين على رجال حلب وذوى الشخصيات البارزة منهم ، وأعلمه بأن السيد عبد الرحمن زعيمهم ودامغهم المفكر ، فأحب أن يكون السيد عبد الرحمن فى جانبه وأن يراه من جملة أنصاره وأعوانه ، وأن يستفيد من مواهبه وعلو همته فعينه رئيسا لبلدية حلب ، فقام بأعمال كثيرة من ضمنها أن منع الجمال من دخول سوق القرية فقامت قيامة التجار الحلبيين فهاجوا وماجوا وقامت قيامتهم وساروا بجموعهم إلى الوالى يطلبون منه عزل السيد عبد الرحمن من رئاسة البلدية ورفع الحواجز ، فلم يسع الوالى غير إجابة التجار لطلبهم وعزل السيد عبد الرحمن عن رئاسة البلدية   .
عبد الرحمن الكواكبى وعارف باشا والى حلب : -

فى  12 رمضان سنة 1307ه ولى عارف باشا حلب  وسماه أهلها عارف صحنية لأنه اتخذ له من أعضاء مجلس الإدارة وكبار كوظفي الولاية أصحاباً يخرجون معه فى بعض أيام الأسبوع إلى إحدى متنزهات البلدة قصد ترويح النفس ، ويأتى كل واحد منهم بصحن فيه لون من الطعام اللذيذ يجعلون عشاءهم من مجموع ما فى هذه الصحون من الأطعمة اللذيذة ، وكان هذا الوالى سيئ الإدارة منهمكاً بالرشى ، فطفق الكواكبى يتبع سقطاته ويفضح عوراته ويتدد به فى صحف الآستانة وبيروت ويكتب بمساوئه إلى المراجع العليا حتى نكد عليه عيشه وسلب راحته  ، ودخل الكواكبي في صراع مع عارف باشا والى  حلب فأغرى بعض الناس بأن يكتب إلى الأستانة شاكيًا من سيئات الوالي شارحًا لهم فعلم الوالي   ، وصار ينتظر الفرصة المناسبة لينتقم فيها من الكواكبى  .

 حادثة قنصل إيطاليا وعزل والى حلب : -

اتفق فى بعض الأيام أن قنصل دولة أيطاليا فى حلب وهو الموسيو أنريكو ويتو ،  بينما كان راكباً عربته ماراً من محله الجلوم التى هى محلة السيد عبد الرحمن إذ وقع على ظهره حجر عابر صدمه صدمة عنيفة تألم منها جداً بحيث اضطرته إلى الرجوع إلى منزله ، وأرسل إلى الوالى يطلب منه البحث عن الضارب وإجراء العقوبة القانونية عليه ، فانتهز الوالى الفرصة واتهم الكواكبى وخاصة أن الحادثة كانت فى مخلته وقريبة من داره ، وأوعز إلى بعض شياطينه بأن يرفع إليه تقريراً فحواه أن الكواكبى منضم لعصابة أرمنية   - خاصة وأن ثورات الأرمن فى تلك الأيام كثيرة – فكتبوا أن عبد الرحمن الكواكبى  قبل يومين أغرى بعض الناس فرشق قنصل إيطاليا بحجر أصابت ظهره ، محاولاً بذلك إحداث ثورة بين الأرمن والمسلمين بحلب ، فأمر الوالى رئيس الشرطة بالذهاب إلى منزل الكواكبى وتفتيش مكتبته وخزانة أوراقه ، فتوجه رئيس الشرطة على الفور إلى منزل الكواكبى وكان غائباً عنه فدخله قسرا ومعه اتباعه وقصدوا خزانة كتبه وألقوا  ما فيها  فعثروا على ورقة مزورة استحضروها معهم وهى تركية العبارة محروة بحروف أرمنية مضطربة التركيب يفهم منها أن أحد زعماء الأرمن يُعد السيد الكواكبى بأحداث ثورة بين المسلمين والأرمن فى حلب عما قريب ، فطار الشرطى بالورقة إلى الوالى الذى أصدر أمر بالقبض على الكواكبى ، وعقدت له محكمة وحكم عليه بالأعدام ، وكان الحكم  قابل للاستئناف ، فطالب الكواكبى بأن تكون محاكمته التمييزية فى عدلية بيروت لعداوة شخصية بينه وبين الوالى ، فأجيب طلبه ونقل مع أوراق الدعوى إلى محكمة بيروت وسجن هناك  ، ومن هناك أرسل الكواكبى رسالة سرية لأخيه مسعود مكتوبة على أكمام قميصه من الداخل والمعد للغسيل يوعز فيها بتدبير مظاهرة نسائية ضد الوالى عارف باشا ، فاجتمعت زوجة الكواكبى فاطمة وزوجة محمود الشربجى وزوجة نافع الجايرى وزوجة أحمد كيخيا مع عدد آخر من النساء وخرجن فى مظاهرة إلى دار الحكومة قرب قلعة حلب ، وتظاهرن محتجبات على الحكم على الكواكبى ويطلبن بالإفراج عنه وجلسن فى  باحة السراى واحتلانها بضع ساعات ،ولم يجرؤ خلالها والى حلب على الخروج من غرفته  ، وأرسل القنصل الإيطالى فى حلب إلى القنصل الإيطالى فى بيروت برقية يشرح فيها بأن الكواكبى لا دخل له البتة فى قضية الحجر التى صدمت ظهره وأنها كانت مقذوفة بمقلاع أحد الأولاد من غير قصد ، وأن جميع ما اتهم به فى هذه الحادثة مزور عليه ، فقدم قنصل بيروت كتاب قنصل حلب إلى المحكمة فكان قوى البرهان على براءة الكواكبى ، فبرأته محكمة بيروت وأطلق سراحه وعاد إلى حلب مندداً بفضائح واليها حتى عزل عنها فى أوائل جمادى الثانية 1310ه   ، وخسر الكواكبي بتلك المحاكمة ألوفاً من الجنيهات  .

عثمان باشا والى لحلب للمرة الثانية وتولية الكواكبى الغرفة التجارية والمصرف  الزراعى  : -

فى 15 جمادى الثانية 1310ه عين عثمان باشا واليا لحلب للمرة الثانية  ، وكان يود الكواكبى ويظهر الحرص على الاستفادة من مواهبه فولاه رئاسة الغرفة التجارية مع رئاسة المصرف الزراعى  . هذا كانت أبرز مظاهر ومواطن الخلاف بين عبد الرحمن الكواكبى والدولة العثمانية ممثلة فى واليها على حلب . 

انتظروا فى المقال القادم لنتعرف على رحلة الكواكبى إلى مصر ومؤلفاته وبعض كلماته ووفاته ............ يتبع

مصدر هذا المقال : -

 ( 1 ) محمد رشيد رضا: مصاب عظيم بوفاة عالم حكيم، مجلة المنار-  الجزء الخامس – المجلد الخامس
 ( 2 ) عبد الرحمن الكواكبى الرحالة : – عباس محمود العقاد – دار نهضة مصر للطباعة النشر – الفجالة  -القاهرة – رقم الإيداع 5799 / 1986
( 3 ) عبد الرحمن الكواكبى – تأليف دكتور محمد عبد الرحمن فرج – الهئية المصرية العامة للكتاب – دار التأليف والنشر 1972م
( 4 ) عبد الرحمن الكواكبى شهيد الحرية ومجدد الإسلام – الدكتور محمد عمارة – دار الشروق – القاهرة – الطبعة الأولى 1984م – الطبعة القثانية 1988م – الطبعة الثالثة 2007م
( 5 ) عبد الرحمن الكواكبى فارس النهضة والأدب – دراسة – من منشورات اتحاد الكتاب العرب – دمشق 2001م
( 6 ) عبد الرحمن الكواكبي وفلسفة الاستبداد – سمير أبو حمدان – الشركة العالمية للكتاب – دار الكتاب العالمى  - بيروت – لبنان – جميع الحقوق محفوظة 1992ه / 1413ه
 ( 7 ) عبد الرحمن الكواكبى السيرة الذاتية – بقلم الحفيد القاضي سعد زغلول الكواكبي - الطبعة الأولى 1998م – الناشر – بيسان للنشر والتوزيع – بيروت – لبنان
( 8 ) عبد الرحمن) الكواكبى 1854 – 1902م بقلم الدكتور سامى الدهان – دار المعارف
 ( 9 ) الأعمال الكاملة للكواكبي – الدكتور محمد جمال طحان – مركز دراستا الوحة العربية – الطبعة الأولى 1995م – الطبعة السابعة 2006م
 ( 10 ) نهر الذهب فى تاريخ حلب لمؤلفه الفقير غليه تعالى كامل بن حسين بن محمد بن مصطفى الحلبى الشهير بالغزي – طبع فى المطبعة المارونية بحلب
( 11 ) الكواكبى المفكر الثائر – اسهام فى دراسة الإسلام الحديث – للمستشرق الفرنسى نوربير تابييرو – ترجمة على سلامة – منشورات دار الآداب – بيروت – الطبعة الثانية 1981م

تعليقات