المقال الأول : تعرف على حياة فارس النهضة والأدب - تعرف على مولد ونشأة عبد الرحمن الكواكبى ( 1271– 1320ه / 1855 – 1902م )
الأديب الصحافي السورى الحلبي عبد الرحمن الكواكبى
عبد الرحمن الكواكبى (1271 –1320ه/ 1855- 1902م )
نسب عبد الرحمن الكواكبى : -
نشأ عبد الرحمن وترعرع في بيت حلبي جمع بين الثروة والميل الفطري إلى العلم،
والنسب الرفيع، ففي هذا البيت كانت نقابة الأشراف في حلب ، فيقول البعض أن نسبه يمتد
إلى علي بن أبي طالب، أما تفاصيل هذه القصة فتقول أن مهاجراً فارسياً قدم حلب، واقترن
بسيدة منها فأتت سلالة أسرة الكواكبي، والمهاجر المذكور يعتقد أنه هاشمي النسب، وأن
جذوره تعود إلى صفي الدين الأردبيلي من مدينة أردبيل في أذربيجان، وأنه يمتد نسبه ليصل
إلى الإمام علي بن أبي طالب .
مولد عبد الرحمن الكواكبى : -
لقد اختلفت الروايات فى مولد عبد الرحمن الكواكبى ، والأصح أنه ولد فى 23 شوال سنة 1271ه / التاسع من
تموز 1855م ، استناداً على مدونه عبد الرحمن بخط يده فى دفتر صغير ، وكما هو مدون بخط
والده البهاء أحمد على نافذة غرفة ولادته فى دار أبيه وأجداده ، ويذكر
الدكتور أسعد عبد الرحمن أن سبب هذا
الأختلاف يرجع إلى إن والد عبد الرحمن قام بعملية تصحيح السن لعبد الرحمن لدخول الانتخابات
فى حلب ، فجعل ولادته آنذاك 1265ه / 1848م ليصبح سنه مطابقاً لما تتطلبه عملية الانتخابات
فى حلب 1293ه – 1876م ( وهى عملية انتخاب مجلس
المبعوثين الذى تقرر أجراء الانتخابات بشان اختيار أعضائه بموجب القانون الأساسى حيث
يشترط بموجب المادة 68 من هذا القانون ألا تقل سن المرشح لمجلس المبعوثين عن ثلاثين
سنة ) ، ولكن الواقع أن سنة كان أصغر بكثير
، ولكن هذه الأوراق الرسمية هى التى سارت بين الناس وأخذ بها صاحب المنار السيد
رشيد رضا فعربها حرفياً عن التركية وكانت على نسختين مصدقتين ، الأولى وقعها الوالى
عثمان نورى باشا الأعرج ، والثانية الوزير رائف باشا والى حلب ، وقد انجب أبواه أربعة أولاد : ذكرين هما عبد الرحمن
، ومسعود ، وأنثيين هما : فاطمة وأسماء .
نشأة وتعليم عبد الرحمن الكواكبى : -
ترعرع عبد الرحمن فى بيت كان له أكبر التأثير على شخصيته
، وذلك بما شُهر عن ذلك البيت من تقاليد وصفات وشيم تشربها الفتى منذ نعومة أظفاره
، لكن طفولته سرعان ما اهتزت وامتلات حزناً بموت والداته عام 1278ه / 1859م ، ولم تكن قد مضت على زواجها إلا سبعة أعوام ، وكان عبد الرحمن لم يكد يبلغ من العمر ست سنوات، وفقد بذلك ركناً ركيناً ، وحرم حناناً واسعاً لا
يعوض ، فتعاون على تربيته أهل بيته، وخالته
صفيّة التي كانت من النسوة القديرات المعروفات برجاحة العقل وسعة المعرفة وحسن الخلق
والذوق ، فاصطحبته إلى إنطاكية ، حيث بقى هناك
ثلاثة سنوات ، وهناك ساعدته على تعلم القراءة و الكتابة وتعلم اللغة التركية وحفظ شيئاً
من القرآن الكريم ، وأثرت فى شخصيته تأثيراً
عميقاً ـ وفتحت أمامه آفاقاً واسعة للمعرفة
، وكانت تلبسه اللباس العربي ( العباءة المطرزة والكوفية والعقال منسوجة كلها
من حرير أنطاكية ، وخلال هذه الفترة كان عبد الرحمن ينتقل بين حلب وانطاكية لزيارة
أهل أبيه ، حتى أذا انقضت سنوات الحضانة عاد إلى حلب عام 1382ه، وقد
بلغ العاشرة من عمره ، ومن هنا نستدل على أمرين :-
( 1 ) يوجد دليل أخر على أن مولد أصغر من سنة مولد الأوراق الرسمية ، فإن أباه قد أودعه حضانة خالته السيدة صفية بأنطاكية عند وفاته أمه وكان عمره السادسة فأقام بها إلى سنة 1382ه ،ثم عاد إلى حلب لدخول المدرسة الكواكبية ،فلو كان قد بلغ العاشرة عند وفاة أمه لا ستغنى عن الحضانة فى هذا السن وصلح لدخول المدرسة الكواكبية بغير تأجيل .
( 1 ) يوجد دليل أخر على أن مولد أصغر من سنة مولد الأوراق الرسمية ، فإن أباه قد أودعه حضانة خالته السيدة صفية بأنطاكية عند وفاته أمه وكان عمره السادسة فأقام بها إلى سنة 1382ه ،ثم عاد إلى حلب لدخول المدرسة الكواكبية ،فلو كان قد بلغ العاشرة عند وفاة أمه لا ستغنى عن الحضانة فى هذا السن وصلح لدخول المدرسة الكواكبية بغير تأجيل .
( 2 ) أصيب عبد الرحمن منذ صغره بأقسى المحن وهى فقدان الأم ، والتغرب عن الأب والجيران ، وقد أدت هذه المحن إلى صلب عوده اللدن وهو دون العاشرة ، ونشأته على معدن الجهاد فى طبيعته قبل أوان الجهاد فى عنفوان شبابه .
عاد عبد الرحمن إلى حلب وتلقى دروسه الأولى في حلب ، ولكنه
لم يلبث أن سافر ثانية إلى أنطاكية وقد بلغ
الحادية عشر من عمره ،وفى هذه المدينة دوام على مدرسة خصوصية من أساتيذها العلامة عبد الرحمن العلبى عضو شورى الدولة ، والسيد نجيب النقيب
عم والداته ، وكلاهما مشهوران لعصرهما ، ومكث هناك سنة واحدة ثم رجع إلى حلب وقد بلغ
الثانية عشرمن عمره ، فاستحضر له والده أستاذ
مخصوص عَلَّمَه أصول اللسانين التركي والفارسي، وتلقى العلوم العربية والشرعية بمدرسة
الكواكبية المنسوبة لأُسرته، والتى كانت تتبع
مناهج الأزهر فى الدراسة ، وكان يشرف عليها ويدرس فيها والده مع نفرمن كبار العلماء ، ومنهم
عبد القادر الحبال ، والشيخ محمد على الكحيل أمين الفتوى بحلب ، وقد استفاد
من كنوز المكتبة الكواكبية التى تكدست فيها الكتب من مخطوطات قديمة وحديثة ومطبوعات
أول عهد الطباعة ، وأخذ الإجازات من علمائها
ودَرَّس فيها، وأكمل ثقافته بالإطلاع على عدد من أمهات الكتب في العلوم الطبيعية والرياضية
والتاريخية والفلسفية ، وإذا كان الكواكبي لم يدرس لغة أوروبية غربية فإن هذا الأمر
لم يمنعه من الإطلاع على ما عندهم في بعض العلوم وخاصة السياسية من مترجمات صحف إستانبول التى كانت تصل إلى حلب ، فأصبح موسوعة
فى معارفها وكان ضليعاً فيها ، فراح يعب منها حتى قوى عوده واستقام لسانه ، واتسع أفقه
حين بلغ سن الشباب وزحف نحو العشرين من عمره
، فسيطر عليه الإهتمام بالسياسة وظهرت تباشير جهاده فى وقت مبكر ، واتخذ لنفسه
داراً يجتمع فيها إلى اصدقائه للتداول فى شئون البلاد وخص قسماً من وقته لخدمة مواطنيه ، ودرس قوانين الدولة درساُ دقيقاً وكان محيطاً
بها يكاد يكون حافظاً لها ، وله انتقاد عليها يدل على دقة نظره فى علم الحقوق والشرائع
، ولهذا عينته الحكومة فى لجنة امتحان المحامين .
صفات وأخلاق عبد الرحمن الكواكبى : -
كان عبد الرحمن الكواكبى ربع القامة إلى الطول أقرب، قوي البنية، صحيح الجسم، عصبي المزاج بتأنِّ،
أشهل العينين، أزج الحواجب، دقيق الأنف ، أبيض الوجة بياضاً مشرباً بشئ من الحمرة ، أبيض البشرة
، واسع الفم، عريض الصدر ، منتصب القامة ، أسود شعر الرأس والذقن، أحاط خديه بلحية قصيرة
كانت كالإطار لوجهه مد فيها الشيب خيوطه ، متأنق في لباسه، مهيب الطلعة وسيم أنيق دوماً ، يتكلم بجهر هادئ وسلاسة وابتسام، يحسن السباحة
والصيد والفروسية ، كبير النشاط سريع الحركة
شديد العزم ، يتكلم بشئ من الشدة والحزم ، ولو لم يكن شيخاً دينياً لكان قائد جيش فاتح .
وكان يكره المزاح السمج واللعب والتلهي ولا يميل إلى مجالس
الطرب واللهو، ويعتبر ذلك إضاعة للوقت فيما لا يجدي، وأنه كان منذ حداثة سنه تلمع في
محياه مخايل النجابة والشهامة وعلو الجناب، سخي الطبع، لا قيمة عنده للمال، ولوع بالتفضل
على أقرانه وخلانه، لا يرضى أن يسبقه بالبذل عليهم غيره، يأنف من الكذب والتدليس والغيبة
والنميمة، ويرى التلبس بهذه الخلال الذميمة دناءة وغدراً وخوراً في الطبع، وكانت نفسه
العزيزة عليه تأبى الخضوع لأهل المجد الباطل ولا يرى شيئاً يطفئ نار غضبه منهم أفضل
من قهرهم وإذلالهم، وكان جريئاً في قول الحق إلى حد التهور، ينتقد أعاظم الرجال كالولاة
والمتصرفين الذين ساءت أعمالهم اعتقاداً منه بأن الواجب على المصلح أن يبدأ بإصلاح
الرأس فإذا تم إصلاحها تبعه الجسد ، وكان
طماحاُ للمعالى ولكنه كان لا يستعمل فى سبيل الوصول إليها الأناة والتؤدة بل كان يثب
إلى مناطها وثباً دون تدرج ولا تراخٍ .
وكان من أخلاقه الراسخة الحلم والأناة والرفق والنزاهة والعزة
والشجاعة والتواضع والشفقة وحب الضعفاء ، وكان يتروّى في رد السلام ويتمكث في جواب
من يحييه عدة ثوان! ، وكان يحب أهله فكان كثير المزاح معهم ، محباً للنكات
راوياً لها ، وكانت جرأته على اقتحام الخطر
والتعرض للمهالك مما يجوز خط دائرة الأعتدال إلى ما وراءه من مهاوي التهور ، حتى وصفه أحد أخلائه المخلصين بأنه مجموعة محاسن لا عيب فيه
سوى خاتين القول بالطفرة و الجرأة المفرطة .
ويصفه أحمد أمين فيقول أن الكواكبي كان "مؤدب اللسان،
فلا تؤخذ عليه هفوة، يزن الكلمة قبل أن ينطق بها وزناً دقيقاً، حتى لو أُلقي عليه السلام
لفكر في الإجابة، متزن في حديثه، إذا قاطعه أحد سكت وانتظر حتى يتم حديثه ، ثم يصل
ما انقطع من كلامه فيؤدب بذلك محدثه، نزيه النفس لا يخدعها مطمع ولا يغريها منصب، شجاع
فيما يقول ويفعل مهما جرت عليه شجاعته من سجن وضياع ومال وتشريد ، وهو مع أنفته وعزته
وصلفه على الكبراء، متواضع للبائسين والفقراء، يقف دائماً بجانب الضعفاء، يشع على من
يجالسه الاتزان والتفكير الهادئ، وحب الحق، ونصرة المبدأ، والتضحية للفضيلة ، فكان
يزور السجن مراراً، لأنه كان يدافع عن المظلومين، ويكتب العرائض ضد الموظفين والولاة،
ويتدخل في الدفاع عنهم، خاصة منهم الفقراء بصفة محام محترف ومجاني حتى سمي بأبي الفقراء .
وصفه العلامة محمد كرد على بأنه رجل سيماءُ الفضل فى وجهة
دلائل سعى العلم فى حديثه ، كان كبيراً فى عقله كبيراً فى علمه ، وكان خلاباً للألباب
، وإذا ضمك وإياه نادِ لا تريد مفارقته من بعد ، وكانت عليه سيماء الكآبة مما منى به
، ومع تمسكه بالإسلام لم يكن متعصباً يأنس بمجلسه المسلم والمسيحى واليهودى على السواء .
ثقافة عبد الرحمن الكواكبى : -
كان عبد الرحمن الكواكبى بارعاً في اللغتين العربية والتركية،
وقد ظهرت براعته فى اللغة العربية فى كتابيه أم القرى وطبائع الإستبداد ، أما
البراعة فى اللغة التركية فظهرت فى سؤاله عن بعض الكلمات والتركيبات التركية التى شذت
عن فهمه ، وكان عارفاً بفنون السياسة، عالماً بما بين كل دولة وأخرى من العلاقات الجغرافية
والاقتصادية، واسع الاطلاع على حقوق الدول ومسالك البلدان وطبائع الشعوب وقوات الدول
وتواريخ الأمم، أخصها التاريخ الإسلامي وتطوره، متضلعاً جداً بقوانين الدولة العثمانية
وأنظمتها مع إلمام كاف بفرع الفقه، ونصيب وافر من النحو والصرف وباقي العلوم العربية ، وكانت له
قدرة على الانتقاد وتمحيص الحقائق وإقامة الحجج والبراهين على ما يحاول إثباته
أو نفيه ، وكان سريع الانتقال فيما يسمعه ويُسمِعُه ، ذا فكر سيال قوى التوليد والإبتكار
للمعانى والمواضيع المتنوعة ، وكان شديد الحب
للقراءة، يتأجج في صدره شوق إلى المعرفة، يقول المقربون منه أنه كان يلتهم الكتب التهاماً،
وقد توزعت قراءاته بين السياسة والتاريخ والرياضيات واللغات والمنطق والعلوم الطبيعية
، وإذ لم تتح له الفرصة لتعلم لغة أوروبية، صرف نفسه إلى قراءة ترجمات لكتب فرنسية
وإنجليزية هامة، في السياسة والعلم والثقافة، ولعل هذه القراءة ظهر أثرها في جملة من
كتاباته وبخاصة في كتابه "طبائع الاستبداد" حيث يستشهد بأقوال وآراء لمفكرين
وكتاب غربيين، وعلى رأسهم "فيتوريا ألفيزري" (1749-1803)، وهو روائي إيطالي
عرف بسياحته الطويلة في بلدان أوروبية عدة، وبإعجابه الكبير بالمفكرين الفرنسيين مثل
فولتير وروسو ومونتسيكو ، ولا يستبعد أن يكون
الكواكبى قد انتظم معه فى محفل من محافل الكربونارى التى ألفها ثوار إيطاليا لمنافسة
الماسون الإنجليز أو الفرنسيين وجعلوا يرحبون فيها بفضلاء الأمم الأخرى لنشر مبادئهم
وتأييد دعوتهم إلى الحرية ، وهى قربية يومئذ من دعوة الثائر العربى إلى الوحدة القومية
والإستقلال عن السيادة التركية .
حياة الكواكبى الاجتماعية:
تزوج عبد الرحمن الكواكبى بفاطمة الكحيل، وجاءه منها بتسعة أولاد، وكان مغرماً بزوجته، عطوفاً على أولاده،
وخاصة البنات، ففى خلال سفره إلى استانبول أرسل إلى ولده أسعد رسالة يقول له فيها عن والدته،
بعد أن سأله عن دراسته ودراسة إخوته: "... إذا هي نسيتنا فنحن لا ننساها، ولا
تخرج من فكرنا لا في النهار ولا في الليل"، ويقول في ختام الرسالة: "حافظوا
على توصياتنا لكم خصوصاً من جهة كسب رضاء ودعاء والدتكم ومداراة وملاطفة أخواتكم"،
وقد اعتنى بأولاده وعلمهم تعليماً عالياً فكان منهم الأطباء والعلماء ، أما أولاده
فهم كاظم المولود 1296ه /1879م ، أسعد المولود
1298ه / 1881م ، رشيد المولود 1300ه /
1883م ، عفيفة المولودة 1301ه / 1884م ، عدوية المولودة 1303ه / 1886م ، بهية المولودة
1305ه / 1888م ، أحمد المولود 1309 ه /
1891م ، نظيرة المولودة 1307ه / 1890م ، فاضل
المولود 1313 ه / 1895م .
انتظرونا فى المقال القادم وظائف ومؤلفات ومقالات الكواكبى .... يتبع
مصدر هذا المقال : -
( 1 ) محمد رشيد رضا:
مصاب عظيم بوفاة عالم حكيم، مجلة المنار- الجزء
الخامس – المجلد الخامس
( 2 ) عبد الرحمن الكواكبى
الرحالة : – عباس محمود العقاد – دار نهضة مصر للطباعة النشر – الفجالة -القاهرة – رقم الإيداع 5799 / 1986
( 3 ) عبد الرحمن الكواكبى – تأليف دكتور محمد عبد الرحمن فرج
– الهئية المصرية العامة للكتاب – دار التأليف والنشر 1972م
( 4 ) عبد الرحمن الكواكبى شهيد الحرية ومجدد الإسلام – الدكتور
محمد عمارة – دار الشروق – القاهرة – الطبعة الأولى 1984م – الطبعة القثانية 1988م
– الطبعة الثالثة 2007م
( 5 ) عبد الرحمن الكواكبى فارس النهضة والأدب – دراسة – من
منشورات اتحاد الكتاب العرب – دمشق 2001م
( 6 ) عبد الرحمن الكواكبي وفلسفة الاستبداد – سمير أبو حمدان
– الشركة العالمية للكتاب – دار الكتاب العالمى
- بيروت – لبنان – جميع الحقوق محفوظة 1992ه / 1413 ه
( 7 ) عبد الرحمن الكواكبى
السيرة الذاتية – بقلم الحفيد القاضي سعد زغلول الكواكبي - الطبعة الأولى 1998م – الناشر
– بيسان للنشر والتوزيع – بيروت – لبنان
( 8 ) عبد الرحمن الكواكبى 1854 – 1902م بقلم الدكتور سامى الدهان
– دار المعارف
تعليقات
إرسال تعليق