الشيخ ، رحلات ، مصر ، الرياض ، عودة ، مصدر ، الإعلام
الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ ( 1276ه-1859م 1319ه – 1901م)
![]() |
الشيخ ، رحلات ، مصر ، الرياض ، عودة ، مصدر ، الإعلام |
المُحَدث الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن
آل الشيخ ( 1276ه-1859م/ 1319ه-1901م )
نسب الشيخ إسحاق : -
هو الشيخ العالم
، العلامة ، العمدة، الفهامة، المحدث، الرحلة،
الفقيه،النبيه، الفاضل، سلالة الأماثل، شيخ مشايخنا الأمجاد وملحق الأحفاد بالأجداد ، المحقق ، المدقق ، الورع الزاهد ، التميمى ، النجدى ، الحنبلي ، أبو عبد الرحمن إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن بن
الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب من تميم من المشارفة ، وينتهي نسب الشيخ إسحاق إلى آل مشرّف من الوهبة
أحد فروع قبيلة بني تميم العدنانية المشهورة.
مولده ونشأة الشيخ إسحاق : -
وُلد الشيخ إسحاق في
مدينة الرياض عام 1276هـ، فى بيت علم وشرف
ودين ، فنشأ بها نشأة صالحة في بيت علم وصلاح
وتقى، فشرع في طلب العلم ، فقرأ القرآن وحفظه
عن ظهر قلب وقرأ على علماء الرياض ومنهم أخيه الشيخ عبد اللطيف، الذى كان وصياً عليه فرعاه حقه الرعاية لأن أباه
توفى وله من العمر تسع سنين فعاش يتيماً عن أخيه وشيخه ، كما قرأ على الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل
الشيخ ، وكان قاضياً للرياض فلازمه فى الأصول والفروع والحديث بجد ونشاط ومثابرة ،
كما قرأ على الشيخ حمد بن عتيق، والشيخ الفقيه محمد بن محمود، والشيخ الخطيب الواعظ
عبد الله بن حسين المخضوب، ولازمهم فى الأصول
والفروع والحديث ومصطلحه والتفسير وعلوم العربية ونبع فى فنون عديدة خصوصاً فى الحديث
ومصطلحه ، كما قرأ على الشيخ عبد العزيز بن
صالح بن مرشد، فأدرك إدراكاً تاماً في العلوم الشرعية ، ثم سمت همَّتُه للاستزادة والتوسع
في العلم، فارتحل إلى مكة في حدود سنة 1304ه / 1886م ، وسكن في رباطٍ عند باب دريبة،
واستفاد من علمائها، ومن أشهرهم أحمد بن إبراهيم بن عيسى، والمحدّث المعمَّر محمد بن
عبد الرحمن الأنصاري السهارنفوري الأثري (ت1308ه )، وكان هناك زميلاً وشيخاً للشيخين
سعد بن عتيق وصالح القاضي .
أخلاقه وصفاته : -
كان على جانب كبير من الأخلاق العالية والصفات الحميدة ،
حيث رشح للقضاء مراراً فامتنع تورعاً منه وخوفاً
من غائلته وكان يؤثر الخمول ولا يحب الشهرة ، وكان مستقيماً فى دينه وخلقه يصدع بكلمة
الحق ولا يخاف فى الله لومه لائم وله مكانة مرموقة ونفوذ للكلمة عند الولاة .
رحلات الشيخ إسحاق فى طلب العلم : -
قام الشيخ إسحاق بالعديد من الرحلات لطلب العلم حيث يعد الشيخ إسحاق من أوسع علماء زمانه رحلة، حيث التمس العلم
في مصر والهند والحرمين على جملة من كبار علماء ذلك الوقت، ومن ضمن رحلاته : -
أولا: - رحلته إلى الهند لطلب العلم : -
لمَّا هاجت الفتن واستولى آل رشيد على الرياض، ارتحل آل سعود
إلى الكويت، ولم تطب له الإقامة في نجد، فرحل إلى الهند عام 1309هـ،/ 1891م لطلب الحديث فى رجب سنة 1309ه وقد دون ذلك بخطه
على بعض كتبه ، وكانت الهند فى ذلك الوقت قبله الحديث ، وكانت مقصد
جماعة من علماء نجد ممن ارتحل قبله ، مثل الشيخيين على أبو وادي ، وسعد بن عتيق ، فلما
قدم بلد (بومباي ) حضر مجالس تحتوي
على الأدب والغزل وشيء من فنون اللغة، متوجهاً
إلى لقاء علماء الحديث الأفاضل، ومشتاق إلى مجالسة الفحول الأماثل، ولم يلبث
الشيخ إسحاق إلا يسيراً فى بومباي ثم توجه تلقاء العاصمة دلهى فالتقى فيها بمحدث عصره
الإمام السلفي نذير حسين الدهلوى المتوفى سنة 1320ه :-
السيد نذير حسين الدهلوى ، المقيم ببلدة دهلي، فقرأ عليه شرح نخبة الفكر بالتأمل والتأني، ثم شرع في قراءة الصحيحين وقراءة أطرافاً من الكتب الستة والمشكاة وغيرها، وحصل من السماع والإجازة والقراءة ، وكانت إجازته له في شهر رجب سنة 1309ه ، وكانت مدة إقامته عند السيد نذير حسين تسعة أشهر .
كما التقى العلامةَ سلامة الله الجَيراجفوري (ت1322)، فقرأ عليه في المعقولات، وسنن ابن ماجه وغيرها، وحصل على إجازته ، التقى أيضاً العلامة المصنف وحيد الزمان (ت1338)، قاضي حيدر آباد، فسمع منه المسلسل بالأولية بشرطه، وقرأ عليه أوائل الصحيحين ، أخذ عن العلامة محمد بشير السهسواني (ت1326)، وهو ممن درّس في بهوبال ودهلي .
الشيخ حسين بن محسن الأنصارى : - ثم ارتحل في رمضان سنة1309ه إلى بهوبال، فقرأ فيها على الشيخ حسين بن محسن الأنصاري وحصل له منه الإقبال والقبول، وقرأ عليه في الفروع والأصول وحصل له من القراءة والإجازة .
وقيل أنه أجازه أولاً إجازة مختصرة لما أراد الرجوع إلى وطنه؛
لأنه كان على ظهرٍ يسير، ثم التمس منه بمعرفة بعض الأصحاب الإجازة العامة الشاملة،
فأجابه إلى ذلك، وذكر في إجازته العامة الأخيرة أنه وفد إليّ في بلدة بهوبال وأخذ من
علم الحديث بحظٍ وافر، وقال: قد أجزت الولد العلامة إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن ابن
الإمام محمد بن عبد الوهاب -متَّع اللّه بحياته- إجازة شاملة كاملة في كل ما تجوز لي
روايته وتنفع درايته من علم التفسير والتأويل والسنة، سيما الأمهات الست وزوائدها ومستخرجاتها
وسائر المسانيد والمعاجم، وما في معنى ذلك مما اشتملت عليه أثبات المشايخ الأجلاء كثبت
الشيخ إبراهيم بن حسن الكردي المسمى بالأمم، وثبت الشيخ صالح الفلاني المغربي، وكثبت
العلامة المحدث الأثري عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الكزبري الدمشقي، وثبت الحافظ
عبد الله بن سالم البصري ثم المكي المسمى بالإمداد، وثبت الشوكاني، وثبت محمد عابد
المسمى حصر الشارد ، أجزته بما ذكر بشرطه المعتبر، وهو على أحد التفاسير إن روى المستجيز
من حفظه، فلا بد من إتقان ما رواه بضبط رواياته وإعرابه، وإن روى من كتاب، فلا بد أن
يكون مقابلاً مصوناً عن التغيير والتبديل لا فرق في ذلك بين الأمهات الست وغيرها ،
وقال في آخرها: وافق الفراغ من تحريرها ضحى يوم الجمعة لسبع عشر خلون من شهر شعبان
أحد شهور سنة ألف وثلاثمائة وخمس عشرة قاله بلسانه وحرره ببنانه حسين بن محسن الأنصاري
الخزرجي السعدي اليماني، نزيل بهوبال في الحال، وعليها ختم المجيز الذاتي .
وحضر عند المولوي سلامة اللّه المدرس في بهوبال، وسمع منه شيئاً في بعض كتب المعقولات وسنن ابن ماجه وغيرها، وحصل له منه الإجازة .
العالم العامل المحدث محمد الهاشمي الجعفري القاضى الزيبنى : - قدم الشيخ بلد (ثملي شهر) وافداً على الشيخ العالم العامل، المحدث محمد الهاشمي الجعفري القاضي الزينبي خامس جمادى الثانية سنة 1310ه ، فأول حديث سمعه منه الحديث المسلسل بالأولية قرأه عليه على عادة المحدثين الأطهار، وقرأ عليه هذا السند يعني المذكور في مقدمة نسخة بلوغ المرام المطبوع في الهند المتصل إلى الحافظ ابن حجر .
ثانيا ) رحلته إلى مصر لطلب العلم : -
حيث ارتحل الشيخ إلى مصر طلباً للعلم فدخل مصر عام 1312ه ودخل الأزهر وكان كاظاً
بالعلماء والعاملين فلازمهم زمناً ، بقي هناك
مدة طويلة، واجتمع بابن أخيه أحمد بن عبد اللطيف، ورغّبه في الخروج معه إلى نجد، ولكنه
امتنع.
ثالثا ) عودة الشيخ إسحاق إلى الحجاز والرياض : -
كانت عودة الشيخ إسحاق من مصر إلى مكة
المكرمة فى حدود سنة 1314ه وجاور فيها وقرأ على علماء المسجد الحرام ، وذلك في حكم آل رشيد فجلس للتدريس وتصدى للإفتاء،
فنفع اللّه بعلمه، والتفت إلى حلقته كثيرون من الطلبية ، ثم غادر مكة إلى الرياض وقد
تضلع فى العلوم الجمة ما فاق به قرناءه.
تصانيف الشيخ إسحاق : -
له العديد منالمؤلفات والفتاوى الكبيرة والرسائل والمسائل
المطبوعة منها : -
( 1 ) الجوابات السمعية فى الرد على الأسئلة الروافية ، أجباب بها
على أسئلة سألها عبد الله بن أحمد الرواف القصيمى ، ( 2 ) تبرئة شيخ الأسلام
محمد بن عبد الوهاب مما رماه به أهل الإفك والضلال ، ( 3 ) مجموعة فتاوى ، (
4 ) مجموعة رسائل ، ( 5 ) ألف رداً على أمين بن خنش العراقي ، (
6 ) كتاب فى مسائل متعددة ، ( 7 ) أرجوزة مفيدة فى التوحيد طبعت فى عام
1310ه ، ( 8 ) إيضاح المحجة في حكم الإقامة عند الكفار
وأهل الضلالة ، (9 ) بضعة عشر رسالة قصيرة وفتوى مضمّنة في "الدرر السنية في الأجوبة
النجدية ،
( 10 ) ومن أخباره التي رواها في الهند ما حدَّثَناه الشيخُ
عبد الله بن حمود التويجري، قال: سمعت والدي يقول: حدثنا الشيخ عبد الله العنقري، قال:
أخبرنا الشيخ إسحاق: (أنه لما كان في بهوبال حصل خلاف بين مملكتي إنجلترا وبهوبال،
فأرسلت ملكة بهوبال هدية لترضية ملكة الإنجليز، متمثلة بنخلة جِذْعُها من ذهب، وثمارها
من الأحجار الكريمة النادرة)!
وفاة الشيخ إسحاق : -
توفى فى يوم الأحد
27 من رجب سنة 1319ه فى الرياض ، وقد ذكر غير واحد من المؤرخين كالعثيمين وابن عبيد
والبسام (التاسع والعشرين من رجب
)، ولعله الصواب، وتوجد وثيقة نجدية مجهولة الكاتب للمرحلة ما بين سنتي
(1285-1353) أرَّخت وفاة الشيخ في شعبان، وهذا يُمكن الجمع بينه وبين النقل السابق
أن الوفاة آخر رجب، والجنازة أول شعبان ، فحزن
الناس لفقده وبكته العيون ورثاه ثلة من العلماء ومن بينهم سليمان بن سحمان وفوزان السابق .
قالوا عنه : -
قال عنه عبد الرحمن بن محمد القحطانى النجدي : - كان أماماً يقتدى به ، فاضلاً ورعاَ يهتدى به ، حسن السمت دائم البشر ، مشتغلاً بإلقاء الدروس ، غزير الفوائد ، كثير التحري فيما يورده ، كثير التواضع ، شهد له بالفضل والنبل ، أهل التحقيق والإنصاف .
وقال الشيخ إبراهيم بن عبيد في تاريخه : - هو الشيخ العالم العلامة المتقى العارف بأصول الدين ، والمجاهد لأعداء الله المحلدين
قال فيه الشيخ سليمان بن سحمان :-
فتى ألمعي لوذعي مهذب
سلالة أنجاب كرام ذوى مجد
فيا من زكت أعراقه وتألقت
محامده فى محتدٍ ذروة المجد
وقد رثاه الشيخ فوران بن عبد الله السابق بقصيدة منها:
على الحبر بحر العلم بدر المدارس
وشمس الهدى فلبيك أهل التدارس
فلا نعمت عين تشح بمائـــها
وقلب من الأشــجان ليس ببائس
ومدحه الشيخ فوزان السابق بأبيات منها - :
وذاك
الذي يُدعى بإسحاقَ مَن غَدَا
لِعِلْمِ
نُصُوصِ الوَحْي خَيرَ ممارسِ
وَقُدْوَةَ خَيرٍ للثِّقَاتِ أُولي
التُّقى
ذوي الجَرْحِ والتعديلِ من كل فارسِ
وقال الشيخ صالح بن سحمان فى نظمه لأئمة الدعوة : -
كذا الشيخُ إسحاقُ؛ فلا تنسَ ذِكْرَهُ
فَأكْرِمْ
بِهِ مِنْ أَلْمَعِيٍّ
مُنَاظِرِ!
لَهُ هِمَّةٌ
عُلْيَا، وقد أَزْمَعَتْ
بِهِ
إلى الهندِ كي يحظى بعلمِ الأكابرِ
تعليقات
إرسال تعليق