العلامة المُحَدِث الهندى محمد نذير حسين الدهلوي
( 1220-1320ه / 1805-1902م )
تعليم - رحلات - مدينة - الدراسة - حب - أعمال - الشيخ - تلاميذ - كتب - مصدر
![]() |
تعليم - رحلات - مدينة - الدراسة - حب - أعمال - الشيخ - تلاميذ - كتب - مصدر |
ولد الشيخ نذير حسين الدهلوي فى عام 1225ه /1805 م فى قرية "بلتوا" التي تقرب بمدينة سورج غراه في مديرية مونغير بولاية بيهار-الهند، وتقع هذه المدينة على شاطئ نهر غنغا بمسافة حوالي عشرين ميلاً من مدينة مونغير غرباً، وثمانين ميلاً من مدينة عظيم آباد (باتنا) شرقاً .
تعليم الشيخ نذير ونشاته : -
نشأ وترعرع نذير حسين في بيئة مثقفة دينياً إسلامياً في المدينة إياها، ونشأ الشيخ نذير حسين فى أسرة ارستقراطية هذا ما يقال أسر السادات الحسينية أباً وأماً ، وتعلم الخط والإنشاء ، ودرس الفارسية من أبيه- الشيخ جواد على - الذى كانت له مهارة تامة فى هذه اللغة ، ودرس الكتب العربية الإبتدائية ، وقرأ القرآن ، فلما بلغ من العمرة ست عشرة ارتحل فى طلب العلم .رحلات الشيخ محمد نذير حسين : -
قام الشيخ نذير برحلات متعددة لطلب العلم إلى عدة بلاد منها : -
بلدة عظيم آباد : - ففى سنة 1237هجرية / 1822م فرحل إلى عظيم آباد وقرأ على أساتذة عظيم آباد ، والتقى هناك بزعماء حركة الجهاد الإمامين أحمد بن عرفان البريلوى والشاه إسماعيل الدهلوي ، والشيخ عبد الحى بن هبة الله البرهانوي ، فملأ قلبه من الإيمان وغشيه نور المعرفة ، واستمع إلى خطاباتهما الدينية الإسلامية والإصلاحية فى الحفلة التى انعقدت فى غاندى ميدان ( الساحة الغاندية ) بمدينة باتنا ، فأثرت فيه تأثيراً كبيراً وأفاضت نوراً متألقاً على أفكاره وأخيلته حتى أمتلأ خاطره بالإيمان ، وتجلى قلبه بنور المعرفة ، ثم رحل إلى مدينة صادق فور فى ولاية بيهار ، ودرس هنالك ترجمة القرآن الكريم وكتاب مشكاة المصابيح على الأستاذ الشاه محمد حسين ، ثم نزل بمدينة غازى فور – أوترابراديش – حوالى ثلاثمائة كيلو متير من العاصمة دلهى ، وهناك درس على مولوي أحمد على تيشرياكوتي .
بلدة إله آباد : - سافر الشيخ نذير إلى بلدة إله آباد أياماً وقرأ المختصرات على أعيان تلك البلدة ، مثل مراح الأرواح ، والزنجانى ، ونقود الصرف ، والجزولى ، وشرح مائة عامل ، والمصباح ، وهداية النحو وغير ذلك ، ثم رحل إلى دهلي وأقام فى مقامات عديدةحتى وصل دهلى .
مدينة دهلى : - دخل الشيخ نذير دهلى سنة 1243هجرية / 1828م ، وأقام بالمسجد الأورنك آبادى فى محلة الفنجاني كتره ، وتتلمذ على أساتذتها، فقرأ الكافية ، وشرح الشمسية للقطب الرازي ، ونور الأنوار ، والحسامى ، ومختصر المعاني ، وشرح الوقاية على السيد عبد الخالق الدهلوي ، وقرأ الأصول الأكبرى ، وشرح الكافية للجامى مع حاشيته لعبد الغفور ، والزواهد الثلاثة ، والصدرا ، والشمس البازغة على الشيخ شير محمد القندهاري ، وقرأ شرح السلَّم لحمد الله ، وشرح القاضى مبارك ، وشرح المطالع على الفلسفى المتبحر المولوى العلامة جلال الدين الهراتي ، وقرأ المطول ، والتوضيح والتلويح ، ومسلَّم الثبوت ، وتفسير البيضاوى ، وتفسير الكشاف إلى سورة النساء على الشيخ كرامة العلى الإسرائيلي صاحب السيرة الأحمدية ، وقرأ خلاصة الحساب ، والقوشجى لبهاء الدين الآملى ، وتشريح الأفلاك ، وشرح الجغمنى على مهندس عصره الشيخ محمد بخش الدهلوي الشهير بتربيت خان ، وقرا مقامات الحريرى ، والحميدى ، وشيئا من ديوان المتنبى على الشيخ عبد القادر الرامفوري ، وفرغ من ذلك فى خمس سنين ، ولازم دروس الشيخ المسند إسحاق بن محمد افضل العمري الدهلوي وقرأ عليه الصحاح الستة بالضبط والإتقان والبحث والتدقيق ، وتفسير الجلالين ، وتفسير البيضاوى ، وكنز العمال ، والجامع الصغير للحافظ السيوطى ، وصحب الشيخ إسحاق ثلاث عشر سنة ، واستفاض منه فيوضاً كثيرة ، وأخذ عنه مالم يأخذ أحد من تلامذته ، فبلغ فى مراتب الكمال ، وصار خليفة له ، وكان يفتى ويقضى بين الناس بحضرته وهو يرضى ويفرح بفتياه ، بل كنا الشيخ كثيرا ما يمتحنه فى السؤالات المشكلة والشيخ يجيبه ، وأجازه واستخلفه على مسنده عند هجرته إلى مكة المكرمة سنة 1258 هـ، فعكف على المسند للدرس والإفادة وتصدر للتذكير والإفتاء ، ودرس الكتب الدرسية من كل علم وفن لا سيما الفقة والأصول إلى سنة 1270هجرية / 1854م ، وكان له ذوق عظيم فى الفقة الحنفي ، ثم غلب عليه حب القرآن والحديث ، فترك اشتغاله بما سواهما إلا الفقه ، فاشتغل بتدريس هذه العلوم الثلاثة إلى 1304 هجرية / 1886م .
-: حب الشيخ نذير للدراسة
كان الشيخ مولعاً بالدراسة والمطالعة منذ حداثة سنه، ومن حسن حظه، حينذاك أنه كانت توجد في مدينة دلهي مكتبتان هائلتان: إحداهما المكتبة الحكومية في الحصن التي كانت تذخر فيها الكتب الدينية المتنوعة منذ آلاف سنة، والمكتبة الثانية تقع في مدينة دلهي أيضا وكان بابها مفتوحا لجميع النفوس، ويملك عليها الشيخ الشاه عبد العزيز (1159-1239هـ/1746-1823م) نجل الشاه ولي الله الدهلوي ، فاستفاد منها كثيراً ، وقرر الشيخ نذير حسين أن يمتلك مكتبة بنفسه فبدأ بجمع الكتب والمخطوطات فيها من جميع أقطار البلاد، ومعظمها كانت كتباً خطية نادرة فلم يكن قد تحول أحدٌ انتباهه إلى الطباعة والنشر ولذلك فقدت أكثرها خلال ثورة الاستقلال عام 1857م ، واشترك الشيخ نذير في نشاطات الكفاح لاستقلال الهند .
صفات الشيخ نذير حسين : -
كان رحمه الله تعالى حسن الخُلُق، كثير التودد، لا يحسد ولا يحقد، منكسر النفس، ليس في زمنه من أهل العلم أكثر عبادة منه، وكان يطيل الصلاة جداً، ويمدّ ركوعها وسجودها ، حَسَن العقيدة، ملازماً لتدريس القرآن والحديث ليلاً ونهاراً، كثير الصلاة والتلاوة والخشوع والبكاء ، وكان يعظ الناس كل يوم بعد صلاة الصبح بالمسجد، ويجتمع في مجلسه خَلق كثير، ليس كمثله في العلم والعبادة والزهد والصبر والكرم والخُلق والحلم ، فلقد منحه الله تبارك وتعالى من بحر فضله بثلاثة أمور لم تكن قد اجتمعت لغيره : -
الأول : التقوى ، وخشية الله تعالى ، والحلم والصبر والخلق والزهد والكرم والحياء . ، الثانى : - سعة التبحر فى علم التفسير والحديث والفقة والصرف والنحو على اختلاف أجناسها وأصنافها ، والثالث : سعة التلاميذ المدقيق ، النبلاء المحققين ، ذوى الفضائل الباهرة ، وأولى الكمالات الفاخرة .
ألقاب الشيخ نذير حسين : -
كانت للشيخ ألقاب كثيرة منها : -
( * ) كان يحمل لقب "ميان صاحب" بعد ما صارت له شخصية بارزة من حيث قدرات ومؤهلات تعليمية متفوقة ، وهو كان معروفاً آنذاك بلقب "ميان صاحب"، حيث كان سكان دلهي يصفون أعضاء عائلة الشيخ الشاه ولي الله المحدث الدهلوي البارعين بـ "ميان صاحب" ولذلك توصف ابنه الأكبر الشيخ المحدث الشاه عبد العزيز بـ "ميان صاحب"، وحينما تولى الشاه محمد إسحاق منصب جده (من الأم) الشاه عبد العزيز فهو كذلك وصف بنفس اللقب، فنقلاً عن هذه المؤشرات السابقة عندما سلّم الشيخ الشاه محمد إسحاق هذا المنصب لنذير حسين وذلك بعد ما هو غادر دلهي متوجهاً إلى مكة المكرمة بقصد الهجرة، تم انتقال هذا اللقب إلى الشيخ نذير حسين .
( * ) لقب بشيخ الكل فى الكل : - حيث مُنحَ لقب "شيخ الكل في الكل" عند ما سافر نذير حسين إلى مكة المكرمة في عام 1300 الهجري، وذلك نظراً لكثرة تلاميذه، وطول مدة تدريسه وتُعنى به أنه شيخ كل العلماء في كل العلوم وكذلك للتمكن من الحصول على مزيد من الدراسات في الأحاديث النبوية .
( * ) لقب بشمس العلماء : - حيث أعطته الحكومة الإنجليزية وسام شمس العلماء أعترافاً بعلمه وفضله ونبوغه فى العلوم والفنون ، ولكنه لم يعتن به حيث يقول : أنه لا يحتاج إلى لقب آخر بعد أن وصفنا القرآن الكريم (حنيفاً مسلماً ) وهذا يكفى ، وكان يصر على لقب ميان صاحب ويعتبره كسعادة وفخر له .
( * ) ذكره العلامة المحدث حسين بن محسن الأنصارى فى بعض رسائله بلفظ : رئيس المحدثين ، عمدة المحققين ، وفى بعض مكاتيبه : رئيس العلماء المتقين ، وخاتمة المتأخرين ، وفى بعض مكاتيبه بلفظ : رئيس الأتقياء والمحدثين ، السيد ذى الحسنيين ، أعنى العلم النافع والحسب الشائع ، وأخرى بلفظ : رئيس العلماء المحققين ، وعمدة الأتقياء والمحدثين ، وبلفظ : محبنا فى الله ، بقية السلف ، وزينة الخلف ، وبلفظ آخر : مولانا السيد الإمام ، الفرد الهمام .
( * ) ذكره العلامة المحدث الأصولى القاضى بشير الدين القنوجى فى غاية الكلام بلفظ : زبدة المحققين وعمدة المحدثين ، من أولياء عصره ، وأكابر علماء دهره ، مولانا السيد نذر الدهلوى
.
.
( * ) قال المواوى وحيد الزمان سلمه الرحمن : - إن من علامات أهل السنة أن يحب أهل الحديث وناصريهم ، كالأئمة الستة ، والأئمة الأربعة ، وغيرهم من متقدميهم ومتأخريهم ، وقال ومنهم شيخ الهند حضرة سيدى مولانا نذير حسين الدهلوى .
( * ) لقبه المحدّث العلامة الشيخ شمسُ الحقّ العَظيم آبادي : بشيخ الإسلام، مفتي الأنام، محدّث العصر، فقيه الدهر، رئيس الأتقياء، قدوة النجباء، الإمام الأجل الأكرم، شيخ العرب والعجم، عمدة المفسرين، زبدة الناسكين، ذو الكرامات الظاهرة والمقامات الفاخرة .
( * ) لقبه العلاَّمة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عَقيل حفظه الله تعالى : - بشيخ الحديث والمحدّثين في عصره، الإمام السلفي الشهير نَذير حسين الدِّهْلَوي.
( * ) لقبه العلامة الشيخ شمس الحق العظيم آبادى برئيس المحدثين فى عصره ، عمدة المحققين فى دهره ، مسند الوقت شيخ الإسلام جمال الملة والدين .
أعمال الشيخ نذير فى مجال الإفادة والتدريس : -
تولى الشيخ نذير منصة التدريس ، فبدأ بإجراء الفتاوى محل شيخه الشاه محمد إسحاق ، وتحمل مسئولية التدريس بالمواضيع المتعلقة بالفنون والأصول لفترة طويلة ، وكان مولعاً بالفقة الحنفي ، وكان كل مسائله بين عينيه يأخذ ما يريد ويدع ما يشاء ، ثم غلب عليه حب القرآن والحديث فترك الإشتغال بما سواهما إلا الفقة ، وكان رحمه الله يدرِّس ليلاً ونهاراً، وكل وقته مقسم ما بين التدريس والإفتاء والعبادة، وكان له مجلس للوعظ بعد صلاة الفجر يحضرُه جمعٌ غفير، واشتُهر بتدريس كتب الحديث رواية ودراية، وكان على نهج السلف أهل الحديث اعتقاداً وعملاً، وآتاه الله قَبُولاً عظيماً، حتى ارتحل إليه الطلبةُ من سائر أنحاء الهند، بل تعدى صيتُه إلى ديار العرب، فارتحل إليه عددٌ من علمائها، وكثر طلبته بحيث لا يحصيهم إلا الله تعالى، حتى قال تلميذُه العظيم آبادي: "وقد نفع الله تعالى بعلومه خلقَه، وله منَّة عظيمة على خلق الله تعالى، أمَا رأيت كيف أنه أشاع علمَ الحديث، وكيف روَّج علم السُّنن، وما ترى من آثار السنَّة النبوية إلا أنها من أنوار فيوضاته - وإن كان غيره من النبلاء الأتقياء المحققين مشاركاً فيها - ليس في بلاد الهند بلدٌ بل ولا قرية إلا بلغت فيضانه، وتلاميذه موجودة فيها، يروون الأحاديث، وبروِّجون السنن، ويطهِّرون الناس عن اعتقاد الشركيات والبدعيات والمنكرات والمُحْدَثات، والله يتم نوره ولو كره الكارهون، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، وليس انحصارُ تلاميذه ببلاد الهند، بل انتشرت تلاميذُه في الآفاق من العرب والعجم والهند.."
وكان الشيخ يعطى اهتماماً للتدريس العلمى ويعتنى به ، ويربي التلاميذ سلوكيّاً وعمليّاً بسَمْته وهديه، كذلك تصدر من شخصيته قصص وإعتيادات ذات عبرة، حيث أن ذات يوم في المساء هطلت أمطارٌ غزيرة، وامتلأت الأسواقُ والشوارع بالمياه، كان الفصلُ فصلَ الشتاء، وكان الشيخ نذير حسين قد رجَع إلى بيته بعد صلاة المغرب، إلا أن جميع الطلبة ظلوا في داخل المسجد، ولم يتمكنوا على توفير أمور الطعام، واستمر المطر يَهْطِلُ حتى نصف الليل، وسمع من في المسجد طَرَقات على باب المسجد، ولما فتحوا الباب وجدوا الشيخ نذير حسين واقفاً وقد حمل جميع ما في بيته من طعام حتى لا يموت الطلابُ جوعاً.
محنة الشيخ نذير : -
نظراً لما كان عليه رحمه الله من اتِّباع ودعوة لمنهج السلف، واشتهاره وكثرة تلاميذه ، فقد أصابه ما أصاب غيره من المصلحين، فأوذي وعودي من المخالفين والمتعصبة (وما أكثرَهم هناك!) والحاسدين، وابتُلي في ذات الله غير مرة، واستطال عليه أعداؤه استعانة بالمحتل الإنكليزي ، كما فعلوا مع العلامة صدِّيق حسن خان - واتهموه بالخروج على الولاة والإعتزال عن السنَّة، فسجنه الإنكليز سنة 1280 هجرية / 1863م تقريباً في روالبندي سنةً كاملة، ولما أُطلق رجع إلى التدريس والإفادة كعادته، ولما حج سنة 1300هجرية / 1882م سبقه كيد أعدائه وسعيهم عند والي مكة واتهموه بما هو بريء منه، فسجنه، وأراد به سوءاً، ثم أطلقه ، ثم إنه لما عاد إلى الهند بدَّعوه وكفَّروه، كما كفَّر الناسُ في الزمان السالف كبارَ العلماء من الأئمة المجتهدين، والله سبحانه وتعالى مجازيهم في ذلك، فإن الشيخ كان آية ظاهرة، ونعمة باهرة من الله سبحانه في التقوى والديانة، والزهد والعلم والعمل، والقناعة والعفاف، والتوكل والاستغناء عن الناس، والصدق وقول الحق، والخشية من الله – سبحانه -، والمحبة له ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - اتفق الناس على أنه كان ممن رزقه الله سبحانه حظاً من علم القرآن والحديث على جلالته في ذلك، فقال عنه العلامة العظيم آبادي: امتُحن وأوذي مرات، وكم من حاسد افترَوا عليه بالأباطيل والأكاذيب، وكم من معاند له تقوَّلوا عليه بما لم يقل به، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون، لكن هو لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يخاف إلا الله .
تلاميذ الشيخ نذير : -
قد أحصى المقيّمون على مدرسة الشيخ الطلبةَ الذين سكنوها في مدة سبع سنوات، فبلغوا اثني عشر ألفاً، هذا سوى الذين كانوا يحضرون ولا يقيمون في المدرسة ، وقد قام بالتدريس لهم بضعاً وستين سنة ، ونظراً لكثرة تلاميذه ، فقد تم تقسيهم على طبقات عدة، فمنهم العالمون الناقدون المعروفون، فلعلهم يبلغون إلى ألف نفس، ومنهم المقاربون بالطبقة الأولى في بعض الأوصاف، ومنهم من يلي الطبقة الثانية، وأهل هاتين الطبقتين يبلغون إلى الآلاف... وخلق لا يُحصون .
مؤلفات وكتب الشيخ نذير : -
لم يكن الشيخ نذير حسين كثير الإشتغال بالتأليف، ولو أراد ذلك لكان له في الحديث ما لا يقدر عليه غيرُه، وله رسائل عديدة ،وأما الفتاوى المتفرقة التي شاعت في البلاد فلا تكاد أن تحصر، وأعتقد بأنها لو جمعت لبلغت مجلدات ضخمة .
أما مؤلفاته التي هي موسومة بأساميها فلم يتم العثور عليها إلا "معيار الحق"، وذلك باللغة الأردية، وهذا كتاب لم يؤلَّف مثله في بابه، و"واقعة الفتوى ودافعة البلوى"، و"ثبوت الحق الحقيق"، و"رسالة في تحلي النساء بالذهب"، و"المسائل الأربعة"، وكلها باللغة الأردية ، و"فَلاح الولي بأتباع النبي"، ومجموعة بعض الفتاوى، وهاتان الرسالتان باللغة الفارسية، و"رسالة في إبطال عمل المولد" باللغة العربية .
أما الفتاوى المتفرقة التي شاعت في البلاد والقرى وانتفع بها الناس فكثيرة، ما بين مطوَّل ومتوسط ومختصر، بالألسنة الثلاثة المذكورة، يعسر عدُّها، ونعتقد أنها لو جمعت لبلغت إلى مجلدات ضخام، وإن سُمِّيت فتاواه على نمط رسائل الحافظ السيوطي وجُعلت رسائل مستقلة في كل باب بلغت إلى المائتين ، ورَتَّب بعض تلاميذه فتاواه في جزأين كبيرين باسم الفتاوى النذيرية .
وفاة الشيخ نذير : –
كانت وفاته فى دلهى يوم الاثنين لعشر ليال مضين من رجب سنة 1320ه الموافق 12 أكتوبر 1902 م .
تعليقات
إرسال تعليق