محمد باشا المحمد ( الأمير العاقل ) ( 1833م – 1900م )

 

محمد باشا المحمد إبراهيم (المرعبي) (بالتركية الحديثة: Mohammad Al-Mohammad Pasha ويعرف أيضًا باسم محمد بك المحمد (بالتركية الحديثة: Mohamed Bey el Muhammed) هو المتعارف عليه في السجلات العثمانية "عثمان باشا زاده محمد باشا المحمد" لقبه "الامير العاقل" (Prince of the Wise).


المدرسة الحميدية في قرية مشحة التي بناها محمد باشا المحمد على نفقته الخاصة واوقف لها الأراضي والبيوت

 حياته ونشأته
قتل والده خلال الحملة المصرية على بلاد الشام بقيادة إبراهيم محمد علي باشا الذي طلب من والده اعلان مبايعته للحملة المصرية والتخلي عن السلطنة العثمانية فرفض ، فاصدر إبراهيم محمد علي باشا قرارا بشنقه بسوق الدباغة في مدينة طرابلس عام 1834 م ،ودفن في المدرسة المملوكية،التي تحول اسمها فيما بعد إلى مدرسة الشهداء ،  وكان محمد ما يزال فى بطن أمه السيدة حنيفة الذوقى ، وولد عام 1833م ، فهاجرت والدته إلى تركيا هرباً من الاعتقال، وهناك تلقى تعليمه الشرعي والآداب على يد علمائها ومشايخها المشاهير، لذلك نشأ على حب العلم والمعرفة وبرزت مواهبه في تلقي العلوم ونبوغه منذ صغره، ولما

شب بعد خروج المصريين من لبنان عاد محمد بك المحمد إلى أهله في برقايل مزوداً بمعين من العلم والادب والخلق، وسرعان ما أعيدت له مكانته بصفته الوريث الوحيد لأملاك والده الشهيد محمد بك ابراهيم، وقد سمته والدته على اسم والده تيمناً ، ومن برقايل مركز حكم آل عثمان باشا بدأ محمد بك يعمل على ترسيخ سلطته وابراز قوة زعامته من خلال فرض نفوذه على أبناء عمه أولاً ثم على بقية أتباعه متسلحاً بمقدرة مميزة على إدارة الامور مؤيداً بأقربائه وأبناء عمه، وفي مرحلة ما بعد خروج المصريين مباشرة كانت الاجواء ملائمة لبروز زعامة في الشاب الطموح، فهو وريث بيت الزعامة في القيطع وبالتالي تمكن من الحصول على تأييد وثقة معظم أركان عائلة عثمان باشا، تزوج محمد باشا المحمد من أحدى بنات عمه السيدة فاطمة بنت عثمان بك بن محمد بك الاسعد كتخدا علي باشا الاسعد حاكم طرابلس الشام سابقا ورزق منها بثلاثة أبناء وبنتين وهم :-

علي باشا المحمد مولود عام 1853م توفي عام 1921م علي باشا المحمد متزوج من زوجتين الاولى السيدة عائشة بنت صالح الاحمد وانجب منها ولدين ذكور وأربعة نساء.

عمر باشا المحمد مولود عام 1855م توفي عام 1911م تزوج عمر باشا المحمد من أربعة نساء.

عبد الرزاق بك المحمد مولود عام 1857م وتزوج من ابنة عمه السيدة عائشة بنت أحمد بك الأسعد من قرية عيون الغزلان وانجب منها عبود عبد الرزاق عام 1880م  وتوفى عبد الرزاق فى حياة والده عام 1890م

والسيدة خديجة محمد باشا  مولودة عام 1860م ، وحنيفة محمد باشا  مولودة عام 1859م ، التي توفيت بحياة والدها.

أعمال محمد باشا المحمد

بنى محمد باشا العديد من المساجد في مختلف قرى وبلدات عكار وأوقف لها الاوقاف الواسعة ، وقام بتأسيس المدرسة  الحميدية في مشحة في شهر محرم 1310م الموافق لشهر تموز 1892م ، ونظم العديد من الشعراء أبيات في محمد باشا المحمد تكريما لمبادرته بإنشاء مكتبة ومدرسة في قرية مشحة بمحافظة عكار تعزيزاً لنشر العلم والتربية، كما دُوّنت على لوحة معلقة على مدخل المدرسة الحميدية ابيات من الشعر بخط كوفي وصيغت عباراتها بأدب رفيع وأبيات للأديب "عبد الغني بارودي" :

مدرسة بحمد الله جاءت لنشر العلم فى العصر الحميد

لها ركن من العليا مشيد فأكرم فيه من ركن مشيد

أمير المؤمنين له اعتناء بنشر علومها للمستفيد

فسهَل نهج طلاب المعالي ورقاهم إلى اوج السعود

وتوًج مجدها منه بكتبٍ لقد عزَت لعمرى فى الوجود

وخادمه المحمد مذ رآه يحب العلم ذا شغَفٍ شديد

فبادر للبناء على اجتهاد يطبق رضاء مالكه الوحيد

وكان تمامها أرخى بناها بظل مليكنا عبد الحميد

فدام النصر بخدمته ودامت لنا الخيرات منه فى مزيد

 وفاته

في شهر صفر 1318 للهجرة، الموافق 1 يونيو  1900م توفي محمد باشا المحمد في المدينة المنورة خلال ادائه الحج مع زوجته السيدة فاطمة بنت عثمان ودفن في مقبرة البقيع ، عن يناهز 66 عاما ، ويروي أن زوجته توفيت بعده خلال عودتها من الحج بعد دفنه ، وعقب وفاته نعاه الشيخ محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار قائلاً عنه رجل الشهامة والفضل والسخاء والنبل ، كبير أمراء عكار : محمد باشا المحمد ، المعدود من أفراد الرجال في طرابلس الشام في السياسةوالرياسة وعمل البر والإحسان ، وأكبر مآثره المدرسة الإسلامية التي أنشأها في قريةمشحا , وصدرت الإرادة السلطانية بأن تسمى المدرسة الحميدية , وأهداها مولاناالسلطان الأعظم مكتبة نفيسة أرسلها بخزاناتها من دار السعادة ، وأنعم علىه  برتبة ميرميران , وبالمداليا الذهبية

والفضية وكان - رحمه الله - واسعالاطلاع في التاريخ والأدب حتى كان يمتاز على مجالسيه في كل نادٍ وسامر ,وينفرد عن كل من نعرف بالإحاطة بأحوال قبائل العرب لهذا العهد.

 وفى سنة 1311 هـ نظم الشيخ محمد كامل بن الشيخ عبد الغني الرافعي شعرا يمدح به محمد باشا المحمد

عن العلم والدين الحنيفي والعلا           تقدم با فرد الزمان لك الشكرا

وننشر من طيب المدائح فى الورى          لعلياك ما يزكو الوجود به عطرا

فمثلك من تسمو الديار تفاخرا             بأعماله الحسنا وهمته الكبرى

بنيت بتوفيق الأله وعونه                    مكاناً لنشر العلم فى مشحة الزهرا

جعلت به عكار روض معارف              فاحييت يا بحر الندى ذلك البرا

ومنها : لذاك أمير المؤمنين ادامه           اله الورى بستخدم العز والنصرا

فاولاك من احسانه وامتنانه                من الفخر ما مات الحسود به قهرا

مداليتي تبر سبيك وفضة                   لقد اطلعا فى صدرك الشمس والبدرا

ومنها : فيهنك توفيق الأله لما به          جزيت ثمنا الدينا واسلفت الأخرى



تعليقات